مجلـــــــــــــة الإحياء الإسلامي ::: العدد الأول ::

تحميل المجلة بصيغة word

تحميل المجلة بصيغة pdf

تصفح المجلة

معاينة غلاف المجلة

الثلاثاء، 15 مارس 2011

من نحـــــــــــــــــــــــــن .....وماذا نريــــد

مشاركة
من نحن وماذا نريد

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين وبعد ،فإن دعوة الإسلام دعوة لكل أهل الأرض: للثقلين الإنس والجن، جاء بها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأُمِر بتبليغها حيث أمره ربه -سبحانه وتعالى- بذلك فقال عز من قائل: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ … [يوسف:108]
وقال -تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ﴿45﴾ وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ﴿46﴾ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً ﴾ … [الأحزاب:47:45] .وصاغها النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (بَلِّغوا عنِّى ولو آية)[رواه البخارى].
وروى مسلم -رحمه الله- في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أعطيت خمساً لم يُعطَهُن أحد من قبلي ، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود ……… الخ الحديث.
وبعد فالدعوة إلى الله هي مهمة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ثم هي مهمة أتباعهم عبر القرون ، فما بعث الله نبياً قط إلى قومه إلا بادأهم بهذه الكلمة المدوية  [ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ ]، ثم ينطلق في تغيير جميع الانحرافات السياسية أو الاقتصادية أو السلوكية أو غيرها ، من منطلق العقيدة .
ومنذ وجدت البشرية على الأرض ، والصراع بين الحق والباطل، و الخير والشر قائم لا ينقطع ، والصدام بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  دائم لايزول، فريق نصب نفسه داعية للنوازع الأرضية ، والشهوات النفسية والجسمية ، ورهن حياته من أجل إرساء كل ما له علاقة بتقديس الذات ،  وبعث غرائز الأثرة والتسلط والقهر لغيره ممن يستضعفهم ، وفريق - وهو   القلة والصفوة - نصبوا أنفسهم للوقوف في وجه تيار المفاسد المندفعة التي تحط من قيمة الإنسان- كمخلوق كرمه الله- وأنفقوا حياتهم وما يملكون من أجل أن يصعدوا بهذا الإنسان إلى القمة ، وينقذوه من الضلال عن منهج الله ، ومن الشهوات وعواقبها التي تتمثل بالشقاء الناتج عن فقدان الطمأنينة والأمن عندما يعجب الإنسان بعلمه ورأيه ويكتفي بذلك  منقطعاً عن توجيه الله وهدايته .
 هذا الفريق هم الأنبياء والرسل والمصلحون الذين ساروا على طريقهم  واتخذوهم قدوة ومثلاً أعلى لهم .
وإن مهمة الدعاة الأولى هي التبليغ ودعوة الناس إلى هدي الله ، وهذه المهمة العظيمة لا بد أن يرافقها وعي دائم ومتجدد بحاجات الناس وتغير أساليب مخاطبتهم .
   وفي هذا العصر نجد أن الدعوات الهدامة قد استخدمت كل الوسائل المعروفة في مخاطبة الناس والتأثير على عقولهم ، بل استحدثت وسائل  جديدة هدفها الهيمنة على حرية التفكير والاختيار ، في الوقت الذي تدعي فيه تَبَنِّي هذه الحرية والعمل من أجلها في الوقت الذي لا تزال فيه أساليب الدعاة مقتصرة على الوسائل التقليدية ، ولا يزال الجهد الأكبر للدعاة منصباً  على الخطب والمواعظ التي تستهلك الجهد ، وتستنفذ الوقت بعيداً عن التخطيط والإعداد ودراسة حاجات كل مجتمع على حدة ، وعناصر تكوينه ومحاولة
 الكشف عن أنجح الوسائل التي تفيد في جعله أكثر استجابة .
  ونظرة فاحصة إلى حصاد الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ؛ ترينا كيف أن تخلف الدعاة في استخدام الوسائل الفعالة نتج وينتج عنه تخلف في تحقيق الأهداف .
  وبينما نجد إعلام الكفر بشتى أشكاله إعلاماً منظماً مدروساً ؛ يؤسفنا أن نرى الإعلام الإسلامي إعلاماً قائماً على الفوضى ، مستغلاً في بعض جوانبه من أجل خدمة أهداف لا علاقة لها بجوهر الدعوة ، وفي أحسن أحواله إعلام يصدر عن نوايا حسنة ولكنه بعيد عن كل تخطيط أو دراسة (1)
ومن هنا مست الحاجة إلى توفير منافذ إعلامية متنوعة ومختلفة للدعوة الإسلامية لتقوم بأمر الله .
حيث أن الإعلام الإسلامي لو أردنا تعريفه في ايجاز لقلنا أنه عملية [تبليغ رسالة الإسلام وتوضيح صورتها أمام من جهلها والذود عنها ضد من عادها ](2)
-ولعل في استخدام أدوات الإعلام الحديثة مثل الانترنت وغيرها من أدوات التقنية الحديثة ما يجعلنا نتفهم بعض الإشارات  في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا "رواه أحمد في المسند ،وذلك لغزو هذه الوسائل كثير من البيوت والتي كانت في منأ عن كثير من الدعاة ،فاستطاعت الدعوة دخول هذه البيوت عن طريق وسائل الإعلام المختلفة مثل الفضائيات وغيرها .
-ونحن في فريق عمل مجلة الإحياء الإسلامي أحببنا التواجد في أحد الثغور الإعلامية وهو ثغر المطبوعات والمجلات وذلك لتبليغ رسالة الإسلام والعمل على نهضة وإحياء الأمة . 
-ومجلة الإحياء الإسلامي هي نشأ جديد لمطبوعة إسلامية تظهر على صفحات شبكة الانترنت حالياً لحين تتيسر الأمور لطباعتها كمجلة ورقية إن شاء الله .
-والمجلة تحمل سمات دعوة اهل السنة والجماعة على طريق إحياء الأمة ، والتي سنستعرض في ايجاز المقصود من هذا الاسم وهذا الشعار المرفوع .
فالسنة راية مكتوب عليها » ما كان عليه النبي  صلى الله عليه وسلم - وأصحابه « وأهل السنة أهل الراية ، وهم الطائفة   المنصورة  كما في الحديث عنه صلى اله عليه وسلم « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق »[رواه أحمد] وهم الجماعة التي أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالتزامها .
فأهل السنة والجماعة  هم من تمسكوا بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ،   والعمل بها ، وإتباعهم لما جاء به ؟ ولأنهم يعتصمون بالحق وما عليه جماعة المسلمين فلا يفترقون في الدين ، وبذلك يكونون على الصراط المستقيم الذي هو دين الإسلام المحض الخالص ، وهو ما في كتاب الله تعالى ، فهو السنة والجماعة ،فإن السنة المحضة هي دين الإسلام المحض](3).
  وأهل السنة والجماعة ليسوا محصورين في جماعة معينة أو فئة أو بلد أو زمن دون الآخر ، إذ كل من اتصف بسمات أهل السنة وكان على منهجهم فهو داخل في دائرة أهل السنة والجماعة .
أما الهدف :-فهو إحياء الأمة الإسلامية وإخراجها من التبعية إلى الريادة لتعود من جديد خير أمة أخرجت للناس .

 والإحياء:-هو ميلاد إنسان جديد على مستوى الفرد وميلاد أمة جديدة من هذه اللبنات وذلك بإحياء هوية لها قدرة استقطاب وتخرج من هذا الشتات أمة ترجع إلي خيريتها مرة أخري
ويتم إحياء الأمة بدعوة التوحيد الواضحة على ما كان عليه القرون الثلاثة الأولى قبل تشعب الأهواء واختلاط العقائد .
وذلك عبر مراحل  نوجزها إجمالاً وهي:
- (الانتصار للتوحيد) بتصحيح مفهوم العقيدة ، وتخليصها مما شابها.
- (ملء الفراغ الديني) بدعوة الناس إلى أن يقيموا حياتهم على قاعدة الإسلام.
- (إحياء التوجه الإسلامي) بالانطلاق بهذا المفهوم انطلاقاً جاداً يتربى خلاله الأفراد على لأخلاق الإسلامية ، وخط سير الإسلام في التعامل مع كل المعسكرات والمجتمعات البشرية ، والعقبات لتي كانت في طريقه ولا تزال تتزايد بشدة من معسكرات الأعداء.
 وعلى ضوء هذه الأسس فإننا نؤكد على :-
1-أن المجلة ليست مجلة فئوية أو حزبية ولا دعوة إلى طائفية ، ولا إلى إقليمية تخاطب قطيعاً من الناس حدد له أعداء الإسلام حدود حظيرته وقُضي عليه منهم أن لا يتجاوزها وإنما ستعمل لتكون صوتاً من أصوات الحق في الأرض ، ولساناً معبراً عن الإسلام كرسالة خاتمة تخاطب الناس - كل الناس - في الأرض - كل الأرض 
.
2-وأننا سنعمل على أن تكون المجلة إحدى منابر أهل السنة والجماعة التي تعبر عن منهجهم ، وتدعو إلى أصولهم ، وتذكر بطريقتهم السليمة بعيداً عن الغلو والتفريط 
.
3-سيكون همنا الشاغل هو العمل على تصحيح المفاهيم الإسلامية الغائبة عن حياة الأمة الإسلامية في واقعنا لتعود من جديد خير أمة أخرجت للناس ،وسنبذل الجهد ما استطعنا إلى ذلك إلى أن يكون خطابنا موجهاً للجميع ليس خطاب اصطفائي ولكن خطاب يناسب جميع المستويات العمرية والفكرية 
 .
4-وسنعمل إن شاء الله على إن نلتزم بالدليل الشرعي المسترشد بالبيان القرآني ، وأدب التعبير النبوي الذي يوازن موازنة دقيقة بين دقة الخطاب وعمقه ووضوحه وبين سمو تعبيره وأخذه بمجامع القلوب والعقول معاً 
 .
5-ونؤكد على أننا لا ندعي أو نعلن أن المجلة ستكون صوت المسلمين الوحيد ، ولا تزدري الأصوات الأخرى التي تقف معها في ساحة العمل الإسلامي ، ولا تنظر بمنظار ذي جهتين ، يكبر لها نفسها ، ويصغر لها الآخرين ، كما أنها لا تدعي - ولن تدعي - الوصاية على الدعوة ، ولا تحتكر -ولن تحتكر - معرفة الحق ، بل تضم صوتها إلى جانب كل صوت يدافع عن القضايا الإسلامية بصدق وإخلاص ، وسوف تبتعد -بإذن الله- عن كل ما يجعلها تتورط في مشادات عقيمة ومهاترات رخيصة تلهيها عما نصبت صفحاتها من أجله .
 6- وهي مجلة تعتقد أن ساحة العمل الإسلامي تتسع لكل الجهود ، وهي ساحة مشرعة لا يضيق صدرها بعمل صادق ، وجهد مشكور .
7-سنحاول الاستفادة من الخبرات السابقة في مجال المطبوعات الإسلامية حتى لا ندور حول أنفسنا في كل عمل نقوم وإنما نسعى للتكامل والتعاضد.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
1-مجلة البيان الإسلامي العدد الأول
2- مهمة الإعلام الإسلامي ...... بقلم : عبد الرحمن نموس
3- انظر الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي ص (318- 361) .
بقلم محمد المصري .
رئيس تحرير مجلة الإحياء الإسلامي.

شارك أصدقاءك