الأسرة المسلمة ::: انشقاق القمر ::: بقلم الشيخ صبري شاهين

قصص للأطفال

2-::: انشقاق القمر :::

بقلم الشيخ صبري شاهين

عضو هيئة تحرير المجلة

القمر : أنا القمر أيها الطفل الحبيب، فماذا تعرف عنى ؟

الطفل المسلم : أعرف عنك : أنك تظهر فى بداية الشهر ضئيلاً نحيفاً ، ثم تكبر شيئاً فشيئاً ، ثم تصير كاملاً مشعاً بالضياء ، ثم تنقص شيئاً قشيئاً ، وهكذا تكون كل شهر .

القمر : وهل تعرف يا صديقى العزيز أن حجمى كبيرٌ ، كبيرٌ جداً ؟

الطفل : سبحان الله ! سبحان الله ! ولكنك تبدو صغيراً ، فكيف تكون بهذا الحجم الكبير ؟

القمر : انظر يا عزيزى إلى الطائرة فى جو السماء ، كيف يكون حجمها ؟ وانظر إليها وهى على الأرض ، كيف يكون حجمها ؟

الطفل : صحيح ، صحيح ما تقوله أيها القمر الصديق .

القمر : وهل تعرف أيها الطفل المسلم أنى مسلم مثلك ، مطيع لأمر الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم )؟

الطفل : مسلم مثلى ! كيف ؟ كيف ؟

القمر : لا تتعجب يا صديقى الغالى ، فأنا مسلم ومطيع لله وأسجد لله ، ألم تسمع قول الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )(الحج :18)

الطفل : سبحان الله ! لقد سمعت هذه الآية كثيراً ، ولكن للأسف لم أنتبه لهذا المعنى .

القمر : وكذلك أيها الطفل الحبيب ، أنا مسخر لخدمتكم بأمر الله  - عزوجل – حيث يقول سبحانه : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )( (إبراهيم : 33 )

الطفل : أيها القمر ، أيها الصديق العزيز ، احكِ لنا قصة الانشقاق التى حدثت لك فى عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )

القمر: حباً وكرامة أيها الصديق .

لقد طلب كفار مكة من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أن يجعل لهم آية على صدق دعوته .

فما كان منى إلا أن انشققت بأمر ربى فرقتين ، فرقة على يمين الجبل ، وفرقة على شماله ، والناس ينظرون .(البخارى : 3868) و (مسلم : 2802)

الطفل : وهل آمن الناس كلهم ؟

القمر : لا يا صديقى ، فقد قال كفار مكة : سحَرنا محمدٌ ولكنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم ، فلما جاء المسافرون سألهم كفار مكة عن انشقاق القمر ، فأخبروهم بأنهم  رأوا القمر نصفين .

الطفل : ولكن هذه المعجزة انقضت وانتهت ، فهل لها من مؤثر ؟

القمر : نعم ، لقد انتهت ولكنها تظل قائمة ثابتة ، كما أخبر الله بذلك حيث قال : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) (القمر :1 ) . ولقد أخبر غير واحد من المسافرين أنهم شاهدوا هيكلاً بالهند مكتوباً عليه : (إنه بُنى فى الليلة التى انشق القمر فيها )

وكذا يا صديقى العزيز فى هذا العصر : عصر العلم والتقدم التكنولوجى ، هبط الإنسان على سطحى ، ورأى بعض العلماء آثار هذا الانشقاق وقد تلاحم الشقان .

الطفل : وماذا بعد ذلك يا عزيزى القمر ؟

القمر : للأسف أيها الطفل المسلم ، ظل الكفار على كفرهم إلا القليل ، وقد قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) (فصلت : 37 )

الطفل : وهل عبدك الناس وسجدوا لك أيها القمر ؟

القمر : للأسف الشديد ، لقد عبدنى بعض الناس وسجدوا لى ، ولم يستجيبوا لأمر الله ، وأنا غير راضِ بذلك وبرىء من هؤلاء الناس ، ومن أجل ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (الشمس والقمر ثوران مكوران فى النار يوم القيامة )(الصحيحة : 124).

الطفل فى تعجب وحزن : أنت فى النار ! لماذا ؟ وما ذنبك ؟!

القمر : لا تحزن يا صديقى العزيز ، فإن الله لا يعذب من أطاعه وعبده وسجد له ، وأنا ممن سجدت لله وأطاعه ، ولكن الله – عزوجل – يجعلنى فى النار ومعى أختى الشمس تبكيتاً لمن كان يعبدنا فى الدنيا ، وليعلموا أن عبادتهم لنا باطلة .

الطفل : الحمد لله ، الحمد لله ، لقد طمأنت قلبى يا صديقى القمر ،وأشكرك على هذه المحاورة الطيبة والمعلومات المفيدة .